افادت وكالة "يو بي اي" للانباء الامريكية يوم الاثنين 28 مارس/آذار بأن نظام الرئيس علي عبد الله صالح تقدم بمبادرة إلى السفير الأميركي بصنعاء الأربعاء الماضي تنص على أن يسلم الرئيس سلطاته لرئيس الحكومة المقالة علي محمد مجور بعد تعيينه نائبا له، على أن تشكل بعد ذلك حكومة وحدة وطنية انتقالية، لكن السلطة تراجعت عنها فيما بعد.
ونقلت الوكالة عن الرئيس الدوري لأحزاب المعارضة اللقاء المشترك ياسين سعيد نعمان قوله ان السلطة تقدمت بهذه المبادرة إلى السفير الأمريكي، مؤكدا ان السلطة "تراجعت عن هذا الامر" فيما بعد، مما اثار – حسب قوله - استياء عاما لدى الأمريكيين والأوروبيين. واضاف ياسين سعيد نعمان ان "الأمريكيين سألونا عن رأينا بهذا الموضوع، فقلنا لهم إن مسألة نقل السلطة والاستقالات مسألة تخص السلطة، وعليها أن تتجه إلى الشعب".
بدوره حمل الرئيس علي عبد الله صالح تكتل اللقاء المشترك مسؤولية تدهور الاوضاع الامنية في العاصمة صنعاء اثناء تظاهرات يوم الجمعة مما تسبب في مقتل عشرات المحتجين. وقال صالح في استقباله وفد الجمعية الشعبية للدفاع عن الوحدة اليمنية يوم الاثنين ان على الطامعين في السلطة "أن يسلكوا سلوكاً حضارياً، وأن يتجهوا نحو صناديق الاقتراع، وإذا منحهم الشعب ثقته فسنسلم لهم السلطة أولاً بأول، لكن ليس بالطريقة الفوضوية". واضاف الرئيس إن نسبة 95 % من الشعب يقفون إلى جانبه في مواجهة من اعتبرهم أقلية من العملاء رافضا في ذلك أي تسليم للسلطة إلا عبر الوسائل الديمقراطية.
وفي مكالمة هاتفية مع قناة "روسيا اليوم" تهكم المعارض اليمني عبد الله سلام من دعوة الرئيس علي عبد الله صالح الى رحيل المعارضين قائلا انهم زمرة قليلة، مشيرا الى ان صالح ربما قصد بذلك رحيل "كامل الشعب مع كافة القبائل والمدنيين والشباب والعسكر وجميع شرائح المجتمع اليمني" وتسائل "لست ادري ان استطاعت الامم المتحدة من استيعاب جميع هؤلاء؟".
وحول دور المعارضة اليمنية في الخارج اكد سلام انها "تبذل كل ما بوسعها ضمن الممكن لتكون صدى لصوت الداخل"، وقال "نعتبر انفسنا تحت قيادة الشباب الذين فجروا الثورة الشعبية في اليمن".
هذا وفي تطور آخر ارتفع عدد ضحايا انفجار في مصنع الذخيرة بمحافظة أبين الى 150 قتيلا وزهاء 80 جريحا. وكان الانفجار وقع الاثنين عقب هجوم تعرضت له المنطقة من قبل مسلحين يرجح انتماؤهم لتنظيم "القاعدة"، فيما لم يتبين حتى الآن ما إذا كان الوضع لا يزال خارجَ سيطرة القوات الحكومية.
مسؤول روسي يعرب عن قلق موسكو حيال الهجمات على مستودعات السلاح في اليمن
أعرب أناتولي سافونوف، الممثل الخاص للرئيس الروسي لمسائل التعاون الدولي في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود عن قلق موسكو حيال الاضطرابات في اليمن على خلفية الحضور القوي لشبكة "القاعدة" في هذه البلاد.
وقال سافونوف في مؤتمر صحفي بموسكو يوم 29 مارس/آذار: "إن اليمن هي أرضية تنشط عليها فروع القاعدة بأبرز صورة منذ زمن طويل". وأشار الدبلوماسي الروسي إلى أن "سلطات اليمن والمجتمع الدولي قد اعترفت أكثر من مرة بحضور فروع القاعدة على الأرض اليمنية".
كما أعرب سافونوف عن قلق موسكو "إزاء حوادث الهجمات على مستودعات السلاح في اليمن واستيلاء الشباب على الأسلحة".
وأوضح: "إنني أتذكر إلآم أدى حصول الصبيان الذين تناهز أعمارهم 14 عاما على الأسلحة في الشيشان. لقد تعودت أيديهم على السلاح، وتعودت رؤوسهم عليه".
" نقلا عن مسؤولين يمنيين أن عدد قتلى الانفجار في مصنع الذخيرة قرب مدينة جعار بمحافظة أبين اليمنية وصل إلى 110 اشخاص على الأقل، وأصيب عشرات آخرون بجروح.
يذكر أن الانفجار وقع صباح الاثنين 28 مارس/آذار في أحد المستودعات بمصنع 7 أكتوبر للذخيرة.
وقال مراسل "روسيا اليوم" أن عناصر القاعدة قد استولوا على المصنع يوم 27 مارس/آذار. وتشير التقارير الأولية إلى أن مواطنين محليين دخلوا إلى أحد مستودعات الذخيرة للنهب، وتسبب القاء احدهم عقب سيجارته في اشتعال المواد المتفجرة الموجودة هناك.
يشار أن المصنع يقع في الضواحي الغربية لمدينة جعار التي فرض مسلحون سيطرتهم عليها يوم الاحد بعد اشتباكات عنيفة مع القوات الحكومية، كما استولى المسلحون على مصنع 7 أكتوبر للذخيرة .
وفي موضوع آخر، أفاد مراسل "روسيا اليوم" بوجود تقارير عن إجراء وساطات خلف الستار بين الحكومة والمعارضة، إلا أن قيادة المعارضة تعلن رسميا أن الحوار متوقف الآن ولا توجد هناك طرق لمواصلته.
من جانبه، وفي حديث لقناة "روسيا اليوم" اكد فارس مناع محافظ صعدة ان الامور "ماتزال في شد وجذب" مشيرا الى "ثورة الشعب اليمني موجودة في جميع المحافظات"، واكد رفض اي وساطة مع النظام مشيرا الى ان سكان صعدة مصرين على "تغيير النظام وان لا تراجع عن ذلك وعلى النظام الاستجابة لمطالب الشعب اليمني".
قال الشيخ حميد الأحمر أمين لجنة الحوار الوطني المعارضة ان الرئيس اليمني نقض الاتفاق الذي تم التوصل إليه يوم السبت لتسليم السلطة في البلاد.
وأكد الأحمر في تصريح لقناة "الجزيرة" يوم الأحد 27 مارس/آذار، أن الرئيس اليمني نقض الاتفاق على الرغم من أن المعارضة قبلت بشرطه الذي طلب من خلاله تسليم السلطة لنائب رئيس يعينه بنفسه، وليس بالضرورة إلى نائبه الحالي عبد ربه منصور هادي. وأضاف انه كان من المفترض أن يعلن صالح تنازله عن السلطة أمام مجلس النواب يوم أمس السبت.
وأضاف أن علي صالح لم يكتف بنقض الاتفاق، بل حاول تحريك الجيش لفرض سيطرته على العاصمة صنعاء التي يعتصم فيها منذ أسابيع الآلاف من معارضيه لكن القبائل منعته من ذلك.
ومن جهته نفى وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي ما نُقل عنه من أن انتقالا سلميا للسلطة في اليمن سيتم السبت أو الأحد، مشيرا إلى أنه تحدث فقط عن أمله وسعيه لتحقيق هذا الانتقال.