أمن مشدد بدمشق وهجوم متوقع بحمصقال ناشطون ومعارضون إن الأمن السوري شدّد انتشاره في دمشق خاصة في المزة بعد مظاهرات كبيرة غير متوقعة في الحي، وتحدثوا عن قصف متواصل على بعض أحياء حمص حيث يخشى سكانٌ وناشطون هجوما كبيرا.
المجلس الوطني السوري تلقى دعوة رسمية للمشاركة في مؤتمر أصدقاء سوريا بتونس، في حين قالت مصر إن سحب سفيرها من دمشق كان نتيجة لعدم الرضا عن بقاء الأوضاع على ما هي عليه، بينما اعتبر رئيس أركان الجيوش الأميركية الجنرال مارتن ديمبسي أن أي تدخل في سوريا "سيكون صعبا للغاية".
وجاءت الدعوة التي تلقاها المجلس الوطني السوري للمشاركة في الاجتماع المقرر في 24 فبراير/شباط الجاري بصفته ممثلا للشعب السوري، كما وجهت تونس الدعوة إلى كل من روسيا والصين لحضور المؤتمر.
ومن جانبه، أعلن السفير أحمد بن حلي نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية أن الأمانة العامة للجامعة ملتزمة بالقرار العربي بتعليق مشاركة الوفود السورية في الاجتماعات العربية، ومنها اجتماع القمة العربية المقرر في بغداد مارس/آذار المقبل.
وفي القاهرة رفض المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية التعليق على قرار سوريا استدعاء سفيرها في القاهرة ردا على خطوة مصرية مماثلة، وقال إنه أمر يخص الجانب السوري، مؤكدا أن المهم بالنسبة له هو موقف مصر الذي وصفه بأنه اتسم بالتدرج إزاء تطورات الأحداث في سوريا.
وقال الوزير المفوض عمرو رشدي إن الخطوة المصرية تمثل رسالة بعدم رضا مصر عن بقاء الأوضاع في سوريا على ما هي عليه، مشيرا إلى أن السفارة المصرية في دمشق ستستمر في العمل ولكن على مستوى القائم بالأعمال.
وأضاف رشدي أن الموقف السوري من قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة لم يُبق أمام مصر سوى خطوة سحب السفير، و"هي خطوة ما كانت تتمنى أن تصل إليها، لكن الأوضاع في سوريا اقتربت من نقطة اللاعودة".
وحول احتمالات تصعيد الموقف المصري في الفترة المقبلة، قال المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية "دعونا نرَ مرحلة مرحلة، فمن غير المعتاد في السياسة الخارجية الإجابة على تصور افتراضي".
صعوبة التدخل
من جانب آخر، اعتبر رئيس أركان الجيوش الأميركية الجنرال مارتن ديمبسي أن أي تدخل محتمل في سوريا سيكون "صعبا للغاية"، وقال -في تصريح لشبكة الأخبار الأميركية- إنه "سيكون خطأ كبيرا إذا اعتقدنا أن هذه ليبيا أخرى". وأكد أن الجيش السوري "مؤهل جيدا"، ولديه نظام دفاع جوي متطور ومتكامل بالإضافة إلى أسلحة كيماوية وبيولوجية.
وأضاف أنه "من المبكر اتخاذ قرار بتسليح المعارضة في سوريا، وأنا أتحدى أيا كان أن يحدد لي بوضوح هوية المعارضة السورية حاليا". وتابع "هناك معلومات تفيد بأن القاعدة متورطة وتسعى إلى دعم المعارضة. ما أريد قوله إن هناك أطرافا عدة تتدخل وكل طرف يحاول تعزيز موقعه".
وفي سياق متصل، قالت إسرائيل إنها ستراقب السفينتين الحربيتين الإيرانيتين اللتين رستا في سوريا "عن كثب" في حال اقترابهما من مياهها الإقليمية.
ورست السفينتين يوم السبت في ميناء طرطوس السوري، شمال غرب العاصمة دمشق، بعد عبورهما قناة السويس إلى البحر المتوسط.
حل سلمي
وفي المقابل، قالت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) -بعد زيارة تشاي جيون نائب وزير الخارجية الصيني لسوريا ولقائه الرئيس بشار الأسد- إنه ما زال هناك أمل في حل الأزمة السورية سلميا، في وقت لن يؤدي فيه أي تدخل عسكري إلا إلى نشر الاضطرابات في أنحاء المنطقة، بحسب الوكالة الصينية.
وأضافت أن الصين تعتقد -شأنها شأن كثيرين- أنه ما زال هناك أمل في حل الأزمة السورية بالحوار السلمي بين المعارضة والحكومة، على عكس ما تقوله بعض الدول الغربية من أن الوقت ينفد أمام إجراء محادثات في سوريا.
وذكرت الوكالة أن بعض الجماعات المعارضة أبدت استعدادا لإجراء حوار مع النظام، كما حذرت من يسعون للتدخل الخارجي من أن يكونوا أداة للغرب الذي لا يتحرك من منطلق تحرير الشعب السوري بقدر ما هي اعتبارات جغرافية سياسية.
وتابعت أن دعوات هؤلاء المعارضين للحوار تم تجاهلها بصورة كبيرة -عن عمد أو عن غير عمد- في تقارير إعلامية غربية تنقل الانطباع الخاطئ عن أن هناك توافقا كبيرا بين المعارضة المختلفة على أنها تريد تدخلا أجنبيا.
وختمت شينخوا بأن هذا التدخل لن ينجح في سوريا، لأن الحالات السابقة تظهر "أن التدخل الخارجي الصارخ لم يحقق الكثير من السلام والرخاء كما وعد به الغرب، وما زالت الدماء تراق في العراق والصومال وأفغانستان حيث تدخلت القوات الأجنبية وجاءت لتقديم المساعدة".