استمرار المساعي للتهدئة بالعراق
تعمل الفصائل السياسية المنقسمة في العراق على التوصل إلى حلول لتهدئة الأزمة التي تهدد بالعودة إلى الصراع الطائفي وسط تباين المواقف قبل المؤتمر المنتظر عقده في وقت لاحق الشهر الجاري.
ويسعى زعماء سياسيون من كتل سنية وشيعية وكردية إلى عقد مؤتمر وطني هذا الشهر للحد من مشاعر العداء التي أشعلها قرار رئيس الوزراء نوري المالكي باعتقال طارق الهاشمي نائب الرئيس على خلفية اتهامه بتشكيل فرق اغتيالات بعد انسحاب القوات الأميركية من العراق نهاية العام الماضي تنفيذا للاتفاقية الأمنية الموقعة بين البلدين.
ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن دبلوماسي غربي -لم تذكر اسمه أو جنسيته- قوله إن المفهوم السائد حاليا في العراق يميل للحوار، مشيرا إلى أن "الهدوء والعقلانية هما اللذان سيسودان" مما يعطي مؤشرات إيجابية نحو تراجع حدة الأزمة.
المؤتمر
وقد وافقت الكتل المختلفة على حضور المؤتمر الذي اقترحه رئيس البرلمان أسامة النجيفي والرئيس جلال الطالباني مع ترك القضاء يفصل في الاتهامات المنسوبة إلى الهاشمي.
المالكي في خطاب ألقاه السبت الماضي بمناسبة انسحاب القوات الأميركية من العراق (الفرنسية)
بيد أن نائبا (شيعيا) في البرلمان العراقي صرح لوكالة رويترز الاثنين -طالبا عدم ذكر اسمه- بأنه لا يرى أملا يذكر في أن يسفر الحوار الوطني عن نتائج ملموسة باستثناء وجود سبب مقبول يعطي قادة قائمة العراقية الفرصة لإنهاء مقاطعتهم وحفظ ماء وجوههم، وفق تعبيره.
وعبر عضو (شيعي) آخر في مجلس النواب في تصريح لرويترز الأحد عن نيته الانسحاب من قائمة العراقية التي ينتمي إليها، احتجاجا على الطريقة التي يتخذ بها زعماؤها القرارات وطريقة تعاملها مع أزمة الهاشمي، لينضم إلى 11 نائبا آخرين انسحبوا من الكتلة خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
انقسام
في هذا السياق، نقلت المصادر نفسها عن زعيم سني رفيع في قائمة العراقية قوله إن الكتلة "مقسمة ومنكسرة، وكل قادتها يريدون العودة إلى عملهم"، مشيرا وفق كلامه إلى أن "المالكي أذل (قادة) العراقية وهم الآن مستعدون للتضحية بالهاشمي".
يشار إلى أن مصادر محلية لم تستبعد أن يقبل نواب في قائمة العراقية مناصب وزارية في الحكومة وفي حالة انسحاب بعض وزراء الكتلة من الحكومة، الأمر الذي سيقوي موقف المالكي.
اقرأ أيضا:
التشكيلات السكانية في العراق
"
يضاف إلى ذلك أنه -في حالة انسحاب العراقية أو انقسامها- من المرجح أن يلجأ المالكي إلى شركائه الأكراد والمنشقين من العراقية الذين انفصلوا بالفعل عن الكتلة سعيا منه لتكوين حكومة أغلبية.
أغلبية
وفي هذا السياق، نقل عن كمال الساعدي -القيادي البارز في حزب الدعوة الذي ينتمي إليه المالكي- قوله إن "حكومة الأغلبية واحد من الخيارات لكنها ليست الخيار الوحيد ولا الخيار المطروح حاليا".
وتشير المعطيات السياسية الراهنة إلى أن مقاطعة قائمة العراقية بقيادة إياد علاوي للبرلمان ما زالت قائمة، في الوقت الذي لا تلقى فيه الدعوات لإجراء انتخابات مبكرة تأييدا كبيرا.
ورجحت مصادر سياسية عراقية أن يتضح موقف قائمة العراقية مع عودة البرلمان من عطلته وعقد حكومة المالكي اجتماعها الأسبوعي المعتاد.