المالكي ودوافع استهداف العراقية
طرحت الأزمة التي نشبت بين رئيس الوزراء نوري المالكي ونائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي تساؤلات عن طبيعة الدوافع التي أسست لهذا الخلاف، ففي وقت يرى البعض أن القضية تمثل استهدافاً مباشراً لشخصيات سنية في القائمة العراقية، يعتبر سياسيون ومراقبون أن الأمر يشكل استباقا من المالكي لردع المطالبين بالأقاليم في المحافظات ذات الأغلبية السنية، التي يعتقد أنها ستحد من سلطته وتحجمها.
وقالت سهاد العبيدي -النائبة في البرلمان عن القائمة العراقية ممثلة لمحافظة صلاح الدين- إن الخلافات بين القائمة العراقية بقيادة إياد علاوي ودولة القانون بزعامة نوري المالكي بدأت منذ تشكيل الحكومة وتستمر إلى غاية الآن.
وأكدت العبيدي للجزيرة نت أنه لا يوجد خلافات بين نواب القائمة العراقية ونواب دولة القانون، لكن الخلافات موجودة بين القادة السياسين حول المناصب والتشكيلات الوزارية وغيرها، بالإضافة إلى الخلافات فيما يتعلق بإقامة الأقاليم.
وطلب مجلس محافظة ديالى، إعلان المحافظة إقليماً مستقلاً، وسبقتها محافظتا صلاح الدين والأنبار لذات الطلب.
وأشارت العبيدي إلى أن المناوشات بين قادة الطرفين لم تكن متوقعة، وكان بالإمكان حل التصعيد الأخير بالحوار والنقاش السياسي وعن طريق تدخل بعض الجهات.
الصميدعي: هناك فرصة لتسوية الأزمة الحالية سياسيا (الجزيرة نت)
اتهام خاطئ
من جانبه يرى المحلل السياسي إبراهيم الصميدعي أن القول باستهداف الشخصيات السنية في القائمة العراقية قد يكون مجافياً للحقيقة، واعتبر في حديثه للجزيرة نت أن الصراع بدأ عقب الانتخابات الأخيرة حين بدأ التنافس على السلطة ورئاسة الحكومة، واستمر لحد الآن.
وأكد أن الفريق العسكري المحيط بالمالكي يعمل على استخدام المؤسسة العسكرية لتأديب خصومه عندما يشعر أنهم يشكلون خطراً على وجوده في رئاسة الحكومة، مشيرا إلى أن تحرك المالكي الأخير تجاه القائمة العراقية هو توجيه رسالة للسنة ألا يذهبوا بعيداً في مشروع الفدرالية، التي تصاعدت مؤخراً وبتأييد من قادة في القائمة العراقية، حسب تعبيره.
وعبر الصميدعي عن اعتقاده بوجود فرصة لتسوية سياسية وحل المشاكل بين دولة القانون والقائمة العراقية، مشيرا إلى أن تدخل التحالف الكردستاني ومساعي إبراهيم الجعفري زعيم التحالف الوطني، ستساهم في الضغط على المالكي للوصول إلى تسوية سياسية.
واعتبر أن القائمة العراقية لم تصعد الموقف وتعاملت بحكمة عالية مع الأزمة، لأنها تعتقد أن التصعيد سيقود إلى حرب طائفية لا تحمد عقباها، حسب تعبيره.
هارون محمد: المالكي يتوجس خيفة من شركائه السياسيين (الجزيرة نت)
مأزق حاد
في المقابل يرى الكاتب والمحلل السياسي هارون محمد أن العملية السياسية تمر بمأزق حاد بسبب سياسات وإجراءات نوري المالكي، وطالب في حديث للجزيرة نت، المالكي بتخفيف حدة التوتر في هذا الوقت بالذات بعد أن اكتملت عملية انسحاب القوات الأميركية من العراق، وما يتطلبه ذلك من تخصيص كل الإمكانيات والجهود من أجل تعويض سنوات الخراب والدمار التي مر بها العراق في ظل الاحتلال، حسب قوله.
واعتبر محمد أن المالكي يتوجس خيفة من شركائه في العملية السياسية، مشيرا إلى أن رفضه إقامة الأقاليم، أدى إلى دخوله في صراعات ومعارك مع القائمة العراقية، وهو ما يؤكد أن "المالكي يثير أزمات، وليس رجل دولة"، وهو ما ينعكس سلبا على حاضر ومستقبل العراق.
ودفعت هذا المعطيات المحلل السياسي إلى القول إن العراق في طريقه إلى الدخول بكارثة كبرى في ظل حكومة المالكي واستمرار هذه الأزمات والخلافات.